فلسطين تبدأ استعداداتها لتطبيق دراسة PISA 2025 على طلاب المدارس
أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين، من خلال مركز البحث والتطوير التربوي، عن اكتمال التحضيرات للبدء بتطبيق دراسة البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA 2025). تأتي هذه المشاركة كخطوة جديدة ضمن جهود الوزارة لتقييم وتحسين جودة التعليم، وتُعد المشاركة الثانية لفلسطين بعد أن خاضت التجربة لأول مرة في عام 2022.
ما هي دراسة PISA؟
دراسة PISA (البرنامج الدولي لتقييم الطلبة) هي مبادرة عالمية تنفذها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، وتهدف إلى قياس مدى امتلاك الطلبة في سن 15 عامًا للمهارات والمعارف الأساسية التي يحتاجونها في حياتهم اليومية، خصوصًا في مجالات العلوم والرياضيات والقراءة.
تُنفّذ الدراسة كل ثلاث سنوات، وتركّز في كل دورة على أحد المجالات الثلاثة. كما تسهم نتائجها في توفير بيانات موثوقة لصانعي السياسات التعليمية، لمساعدتهم في تطوير المناهج وتحسين أساليب التعليم والتعلم.
تفاصيل مشاركة فلسطين في PISA 2025
في دورة عام 2025، ستُجرى الدراسة على عينة من 324 مدرسة في الضفة الغربية، تشمل المدارس الحكومية والخاصة، بمشاركة ما يقارب 10,000 طالب وطالبة ممن تتراوح أعمارهم حول 15 عامًا.
وقد بدأت فعليًا نشاطات التطبيق يوم الأحد الموافق 4 مايو 2025، على أن تستمر حتى نهاية الشهر نفسه، وهو ما يعكس التزامًا واضحًا من الجهات التربوية بتنفيذ الدراسة وفق الجدول الزمني المحدد عالميًا.
استعدادات وزارة التربية والتعليم للتطبيق
عملت الوزارة خلال الفترة الماضية على تنفيذ سلسلة من الخطوات التنظيمية والتقنية لضمان تنفيذ الدراسة بكفاءة. فقد:
- عقدت لقاءات تدريبية للفرق الفنية في المديريات، والمطبقين الذين سيتولون تنفيذ الدراسة في المدارس.
- جهزت مختبرات الحاسوب في المدارس المختارة، كون الدراسة تُنفذ بشكل محوسب بالكامل.
- أُعدّ الطلبة نفسيًا وتربويًا للمشاركة في الاختبار، لضمان أفضل أداء ممكن يعكس قدراتهم الحقيقية.
كما تشمل الاستعدادات توزيع استبيانات خاصة بالطلبة وأخرى لإدارة المدرسة، بهدف جمع بيانات سياقية حول بيئة التعلم في المدارس الفلسطينية المشاركة.
ما الذي ستقيسه دراسة PISA هذا العام؟
ستركز دورة 2025 بشكل أساسي على العلوم، إلى جانب تقييم المهارات الأساسية في الرياضيات والقراءة.
كما تتضمن هذه الدورة جانبًا إضافيًا يتمثل في قياس مهارات الطلبة في التعلّم ضمن بيئة رقمية، وهي إضافة تعكس التغييرات الكبيرة في طرق التعليم المعاصرة.
هذا التوجه يعزز فهم مدى قدرة الطلبة على التفاعل مع المعلومات والمهام التعليمية باستخدام التكنولوجيا، ويعطي مؤشرات دقيقة حول جاهزية النظام التعليمي للتحول الرقمي.
أهمية مشاركة فلسطين في دراسات PISA الدولية
تعد مشاركة فلسطين في دراسة PISA فرصة مهمة لفهم موقع النظام التعليمي الفلسطيني مقارنةً بالأنظمة التعليمية في دول أخرى.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها:
- تقدم بيانات علمية تساعد صناع القرار في تطوير السياسات التعليمية.
- تسهم في تحسين المناهج الدراسية وأساليب التدريس.
- تعزز الوعي بمهارات القرن الحادي والعشرين لدى الطلبة والمعلمين.
- توفر فرصة لتحديد نقاط القوة والضعف في النظام التعليمي، والعمل على معالجتها بطرق مدروسة.
في الختام، تؤكد مشاركة فلسطين في دراسة PISA 2025 على التزام وزارة التربية والتعليم بمواكبة التجارب التربوية الدولية، وحرصها على تطوير البيئة التعليمية بما يخدم مصلحة الطالب والمعلم على حد سواء.
كما أن هذه الخطوة تفتح المجال أمام مراجعة شاملة لجودة التعليم في البلاد، مما يسهم في بناء منظومة تعليمية أكثر كفاءة واستجابة للتحديات المستقبلية.
